عمرو بن الجموح كان عمر بن الجموح سيداً في قومه وكان له قصة غريبة إذ كان يعبد صنماً يسمى "مناف" وكان يحتفظ به في بيته ويوقره ويعظمه. فكان معاذ بن عمرو بن الجموح بعد إسلامه ومعاذ بن جبل يدخلان ليلاً إلى الدار فيأخذان هذا الصنم ويلقيانه في مكان مخلفاتهم منكساً على رأسه, فلما يصبح عمرو يذهب فيأتي به ويغسله ويعطره, وهو يتوعد من فعل به ذلك, وكل ليلة يحدث هذا المشهد. وذات يوم وضع عمرو سيفاً في رقبة صنمه الذي يعبده وقال له:((لأني لا أعلم من يفعل بك هذا, فإن كنت تستطيع الدفاع عن نفسك فهذا السيف معك فافعل)). وبالليل جاء الفتيان فأخذا السيف من عنقه ثم أحضرا كلباً ميتاً فقرنوه به بحبل وألقوه في بئر من الآبار فيها يقضي الناس حاجتهم حيث لم يكونوا قد اتخذ الناس مكانا لقضاء الحاجة في بيوتهم. وفي الصباح قام عمرو يبحث عنه قلما وجده كذلك, علم أنه لا نفع فيه, فأسلم وحسن إسلامه. حين أسلم عمرو وقف يشكر الله على نعمة الإيمان, فأخذ ينظم الشعر فكتب قصائد جميلة في التوبة وطلب العفو والمغفرة من الله تعالى.
يقول عمرو بن الجموح أتوب إلى الله مما مضى *** وأستنقذ الله من ناره أثني عليـه بنعمائه *** إليه الحـرم وأستاره فسبحانه عدد الخاطئين *** وقطر السماء ومدراره هدانـي وقد كنت في ظلمة *** حليف مناة وأحجاره جهاده رضي الله عنه في غزوة بدر أراد عمرو أن يشارك فيها فمنعه أولاده لأنه كان شيخاً كبيراً فحزن لذلك حزناً شديداً. ولكن ابنه معاذ بن عمرو كان له موقف عظيم ونال شرفاً عظيماً في ذلك اليوم. هذا لما ضرب معاذ أبا جهل يوم بدر وقطع قدمه, قام ابنه عكرمة فضرب معاذ على يده فقطعها غير أنها ظلت معلقة بجلدها فظل يقاتل ثم وضعها تحت قدميه وطرحها. ولما علم عمرو بن الجموح ببطولة ابنه وشجاعته وبانتصار المؤمنين وقتلهم أبا جهل فرح فرحا عظيماً. كرمه وجوده
روى البخاري أن رسول الله يوم أحد
استشهد عمرو بن الجموح يوم أحد حين أصر على الخروج مع المسلمين في تلك الموقعة, وقد كان له من الأولاد أربعة أبناء يغزون مع رسول الله
***رضي الله عن عمرو بن الجموح وعن صحابة رسول الله |