التربية الصحية

 علم السموم (TOXICOLOY)1 يعرف بأنه العلم الذي يبحث في ماهية المواد السامة كيميائية كانت أم فيزيائية وفي تأثيرها الضار على الكائن الحي كما يبحث في أصل السم وتحليله وطرحه في الكائن الحي وفي طرق العلاج والتقليل من السمية  السم (POISON) يعرف بأنه المادة الكيميائية أو...
الفول الأخضر الطري يزود الجسم بمغذيات متكاملة
إن المجتمعات لا ترقى إلا بقيمها وأصولها، ولا تكتمل سعادتها إلا باحترام تقاليدها وهويتهاوالأمة التي تستنبط نمط عيشها من غيرها، تبتعد عن أصالتها وحقيقتها وتفقد القدرة على الوجود بنفسها، ولن تعود إلى أصلها لجهلها بمكوناتها لهذه الأسباب جميعها، توجب على الإنسان المغربي أن يهتم بثقافته وتاريخه على...
الفوائد الصحية التي تمنحها المأكولات البحرية للجسم
يجهل الكثير من الناس الفوائد الصحية التي تمنحها المأكولات البحرية للجسم , فدائما ما نسمع ان المأكولات البحرية غنية بالفيتامينات والمعادن الطبيعية ومفيدة وجيدة للصحة ولأن معلوماتنا غالبا ما تكون ناقصة بشأن الفوائد الصحية للمأكولات البحرية وـاثيرها الساحر علي الصحة العامة ,   اردنا اليوم...
طريقة حساب الوزن المناسب
ما هو الوزن المناسب لك؟ * . العديد من الأطباء وأخصائي التغذية ينصحونك بالمحافظة على وزنك الطبيعي : ولكن كيف السبيل لمعرفة هذا الوزن ؟ وما هي الطرق التي تحسب الوزن الطبيعي الذي يجب المحافظة عليه، هناك عدة طرق لحساب الوزن ومنها : الوزن بالنسبة للطول *  هذه الطريقة هي الشائعة لمعرفة وزنك...
لبن الإبل: بين التراث والعلم الحديث
د."معزالإسلام" عزت فارس أستاذ مساعد-قسم التغذية السريرية كلية العلوم الطبية التطبيقية، جامعة حائل، المملكة العربية السعودية  كلية الصيدلة والعلوم الطبية، جامعة البترا، الأردن  خلق الله تعالى الإبل وجعلها محطاً لأنظار المتأملين وموطناً لاعتبار المعتبرين ﴿أَفَلا يَنْظُرُونَ...
اهمية شرب الماء
   ما أهمية شرب الماء للجسم وهل هناك أمراض يعالجها؟ يجيب عن هذا التساؤل دكتور ربيع نور الدين، استشارى أمراض التغذية قائلا: للماء فوائد عديدة تتمثل فى منح الجسم الرطوبة الكافية مما يكسب الجلد الليونة ويحفظ للعينين البريق، ومنها أيضا: - يجدد حيوية كل خلايا الجسم. - ينظم درجة حرارة...
الفوائد الغذائية و الصحية للقطاني
الفاصوليا  -تحتوي الفاصوليا على كمية من النشا والكربوهيدرات، وهي غنية بالبروتينات (4%-6%) في الفاصوليا الخضراء وتصل النسبة إلى 31% في حبوب الفاصوليا الناضجة. والفاصوليا غنية أيضاً بالبكتين والألياف (تصل النسبة إلى 6,19% في الحبوب الجافة) وهي غنية نسبياً بالحريرات (335ك.ك في 100غ من...
فوائد الزنجبيل و الليمون
الزنجبيل مع الليمون يفتح الشهية .. لما يحتويه من فيتامينات ب 2 والريبوفلافين و ب 3 والكالسيوم والبوتاسيوم لهذا فإن تناوله على الإفطار يفتح الشهية طوال اليوم.   الزنجبيل مع الليمون مفيد للقلب .. يساعد الليمون بسبب البوتاسيوم في تنظيم ضربات القلب كما...
فوائد البطاطا القصبية
خضرة مهمة نجهل أهميتها : البطاطا القصبية القلقاس أو البطاطا القصبية من الخضر التي تضبط السكر بالدم لكنها متهمة بإحداث الغازات في الأمعاء وهذه التهمة ليست صحيحة بل على عكس ذلك فهي تقوي الباكتيريا الصديقة  يطلق اسم البطاطا القصبية على هذا النبات في المغرب نظرا لتشابهه مع جذور القصب،...
فوائد الاستحمام بالماء البارد
  تعزيز المناعة:التعرض للماء البارد قد يعزز المناعة وذلك بزيادة مستويات خلايا الدم البيضاء و معدل الايض والذي قد يقلل من احتمال الاصابة بنزلات البرد والانفلونزا و بعض انواع السرطان        تحسين الدورة الدموية: يحسن الماء البارد الدورة الدموية وبذلك يحسن بشكل عام صحة...
1 | 2 | 3 >>

الفول الأخضر الطري يزود الجسم بمغذيات متكاملة

الفول الأخضر الطري يزود الجسم بمغذيات متكاملة

إن المجتمعات لا ترقى إلا بقيمها وأصولها، ولا تكتمل سعادتها إلا باحترام تقاليدها وهويتهاوالأمة التي تستنبط نمط عيشها من غيرها، تبتعد عن أصالتها وحقيقتها وتفقد القدرة على الوجود بنفسها، ولن تعود إلى أصلها لجهلها بمكوناتها لهذه الأسباب جميعها، توجب على الإنسان المغربي أن يهتم بثقافته وتاريخه على كل المستويات، ومن بينها، إن لم يكن من أهمها، ثقافته الغذائية؛ لذلك سنحاول، في هذا المقال الأسبوعي، التطرق إلى أهم التحولات الغذائية التي يعيشها الإنسان المغربي وما تحمله بين طياتها من أمراض فتاكة تشكل خطرا حقيقيا على صحته. 

لكي تبقى نصائحنا دقيقة ومفيدة وعلمية، نشير إلى أننا نتكلم عن الفول الأخضر الطبيعي المحلي الذي يخرج في فصل الربيع، وينضج في شهر أبريل. وبما أن المستهلك المغربي يتميز بمعرفته بالمنتوجات الطبيعية التي يصفها ب»البلدية»، فنحن لا نريده أن يفقد هذه الميزة؛ والمستهلك المغربي له، كذلك، طريقته في التعامل مع هذه المنتوجات، رغم الأباطيل التي تحاول مسح وطمس هذه الثقافة، وسكان البادية المغربية يعرفون وقت ظهور أو خروج الخضر والفواكه، كما يعرفون وقت نضجها واستهلاكها.

ونلاحظ أن اندثار هذه الثقافة جعل الناس يتيهون، ولا يعرفون ما يجب عليه جلبه من الأسواق. وكان هناك مثَلٌ شائع حول وقت ظهور الفول وأهميته، وهو -باللغة بالدارجة طبعا- «إذا دخل شهر أبريل فينما شَفْتي الفول ميل»، يعني: إذا حل شهر أبريل فعليك أن تقصد حقل الفول أينما رأيته. حديثنا، إذن، هو عن الفول المغربي البلدي، المحلي، الذي يكتال الناس بذوره من رحبة الحبوب، وليس الفول الذي يأتي من الخارج، لكي لا نضلل الناس.


كان الفول ينوب عن اللحوم في العصور القديمة، لكونه يحتوي على نسبة عالية من البروتين التي قد تصل إلى 25 في المائة. وهذه البروتينات النباتية تهضم بسرعة، لأنها غير مصحوبة بالدسم أو الشحوم، مثل بروتينات اللحوم. ويحتوي الفول، كذلك، على الأملاح المعدنية والألياف الغذائية والفايتوستروجينات. 

وتمتاز بروتينات الفول بكونها تحتوي على حمض التريبتوفين Tryptophane الذي يتحول في الجسم إلى السيروتونين Serotonin، وهو موصل عصبي ضروري للنوم والراحة، كما تمتاز بروتينات الفول بنسبتها العالية من الأحماض المكبرتة. ولا يحتوي الفول على مواد دهنية أو سكريات أحادية قد تضر بالمصابين بداء السكري؛ ويحتوي بالمقابل على ألياف غذائية ذائبة أو متخمرة، وهذه الألياف هي التي تغذي البكتيريا الصديقة أو البكتيريا النافعة في القولون، ولذلك لا يصاب الذين يستهلكون الفول بالإمساك الحاد.

أما التركيبة المعدنية فيطبعها معدن الموليبدينيوم الذي لا يوجد في المواد الغذائية الأخرى ويكاد يقتصر على القطاني. ودور هذا المعدن، والمتمثل في إزالة السموم من الجسم، معروف علميا لأنه يحفز أنريم السولفايت أوكسيديز Sulfite-oxidase، والأملاح المعدنية الأخرى مثل الكلسيوم والفوسفور والمنغنوز والنحاس. وأهمية النحاس لا تخفى على أصحاب الميدان الطبي، فالنحاس هو الذي يحفز أنزيمSOD أو Superoxide-dismutase، ويقوم كذلك بتحويل الحديد المعدني إلى حديد دموي. وأهمية هذه الأنزيمات أنها تحد من الأمراض المناعية، ومنها التصلب اللويحي.

ويحتوي الفول على الفايتمينات القوية، وعلى رأسها حمض الفوليك والفايتمين C والفايتمين A، ويكاد يكون الفول الطري الأخضر أول مصدر لحمض الفوليك، وقد كانت النساء يعمدن في فصل الربيع إلى سلق الفول الطري كاملا دون استخراج الحبوب من القرون واستهلاكه مباشرة، وهذه الوجبة بدأت تندثر، وهي مهمة جدا للأطفال الصغار وللنساء، ومهمة كذلك للمرضى، خصوصا المصابين بالسكري وبمرض ألزايمر. ويستحسن استهلاك الفول الطري كاملا، وذلك باختيار القرون قبل نضجها، أي لما تكون لاتزال طرية، فتطهى كاملة كقرون الفاصوليا وتستهلك. إذ هناك مركبات توجد في هذه القرون بنسبة عالية مثل الفايتوستيرولات.


ويمتاز الفول بتركيبته الغنية بالفايتوستروجينات، ومنها الأيزوفلافون Isoflavone، وكذا الفايتوستيرولات Phytosterols، وهي المركبات التي تجعل من الفول خضرة ممتازة في ما يخص الضبط الهرموني، وهذه المركبات الهرمونية تعتبر ثمينة جدا لأنها تساعد على ضبط كثير من الحوادث في الجسم، خصوصا بالنسبة إلى النساء. وتلعب هذه الفايتوستيرولات دورا أساسيا في خفض الكوليستيرول الخبيث في الجسم، وتحد من تضخم البروستاتا عند الرجال، كما تنشط الجهاز المناعي، وهي الخاصية التي تقي الجسم من جملة من الأعراض؛ فهناك كثير من النساء اللاتي يتناولن الصويا زعما بأنها غنية بالفايتوستروجينات، غير أن الفول يحتوي على نسبة تفوق النسبة التي تحتوي عليها الصويا، ويجب ألا تنساق النساء وراء النصائح التجارية أو المستوردة أو المنقولة من الأنترنيت.


ويساعد كل من النحاس وحمض الفوليك على ضبط السكر بالدم بالنسبة إلى المصابين بالسكري بنوعيه، وتتحد الألياف مع الفايتمين C والتي تكون بنسبة عالية لما يستهلك الفول طريا، لتخفض نسبة الكوليستيرول، وهي الخاصية التي تجعل الفول يستهلك كبديل عن اللحوم بالنسبة إلى المصابين بالسكري من النوعين؛ فالقاعدة العلمية التي تجعل الفول يخفض الكوليستيرول في الدم تنبني على نسبة الألياف الخشبية وحمض الفوليك والمغنيزيوم والبيتاكاروتين، من جهة، وعلى كونه ينوب عن اللحوم، من جهة أخرى، حيث يمكن التوقف كليا عن استهلاك اللحوم. وطبعا، تحت هذه الشروط تنخفض نسبة الكوليستيرول. 

وبالنسبة إلى الذين يعانون من السكري وفي نفس الوقت من ارتفاع الكوليستيرول في الدم، فليس ثمة أحسن من التوقف عن استهلاك اللحوم، وتناول الفول بدلا منها، لأن مركب الموليبدنيوم مع النحاس يساعدان على ضبط تركيز السكر في الدم مع انخفاض الكوليستيرول تحت تأثير الألياف الخشبية والفايتمين C.

ويحتوي الفول الطري على مركبات التايرامين Tyramine والفايسين والكونفايسين والآيزوراميل، وهي مركبات سامة تجعل الفول يمنع على الذين يتناولون أدوية ضد التوتر العصبي. كما أن هناك أشخاصا لا يتوفرون على أنزيمات لهضم الفول، ويعرف هذا الحادث بالفاولية Favism، وهي أنيميا انحلالية للدم Haemolytic anaemia، وقد كان هذا الحادث قديما في اليونان كما جاء وصفه في بعض الكتابات، ويكثر في دول الشرق الأوسط، ويوجد كذلك في دول إفريقيا الشمالية، ونحن لا ننصح باستهلاك الفول الطري ولا اليابس بالنسبة إلى الذين يشتكون من ألم الرأس الحاد ومن الأنيميا، وندعو الآباء إلى أن ينتبهوا إلى هذا الحادث لدى أطفالهم، خصوصا في البوادي، لأن الأطفال يقبلون على استهلاك الفول الطري طازجا، فإذا ما ظهرت أعراض غير عادية على الطفل، فتجب مراجعة الطبيب في أقرب وقت ممكن.

إلا أن ما يميز الفول هو أنه يحتوي على مكون الدوبا L-Dopa، وهو المكون الذي يستعمل للأشخاص المصابين بمرض باركنسن، وهناك أبحاث أجريت على دور الفول في الحد من آثار باركنسن باستهلاك 100 غرام من الفول يوميا، وقد تبين أن الأشخاص المصابين بهذا المرض، الذين نصحناهم بتناول الفول يوميا، تحسنت حالتهم تماما.

 

د. محمد فائد