التربية الصحية

الرمان فاكهة شهية و مفيدة
الرمان من الفواكه التي يصعب مقاومتها، تحتوي هذه الفاكهة على 80% من المياه، و3% من البروتينات، و3% من الألياف وعلى 10% من المواد السكرية.  كما أنّ هذه الفاكهة الرائعة تحتوي على عدد كبير من الفيتامينات والمعادن أبرزها فيتامين أ، وفيامين ج، والحديد، والفوسفور فضلاً عن المواد المضادة للأكسدة...
سبعة أكواب من الشاي يومياً تزيد خطر الإصابة بالسرطان
  حذر باحثون بريطانيون من أن تناول الرجال 7 أكواب من الشاي في اليوم يزيد من خطر إصابتهم بسرطان البروستات بنسبة 50%. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية ان باحثين في جامعة غلاسكو وجدوا أن شرب 7 أكواب أو أكثر من الشاي في اليوم يزيد خطر إصابة الرجال بسرطان البروستات بنسبة 50% مقابل الذين يشربون...
فوائد الشاي
  أنواع من الشاي ذات فوائد صحية يعتبر الشاي من اكثر المشروبات شهرة في العلم الى جانب الماء وهو يحتوي على الكثير من الفوائد الصحية : - الشاي الاسود: الاكثر شيوعا حيث يمثل 75% من نسبة الاستهلاك العالمي للشاي , يصنع من اوراق نبات الكاميليا المتفرع والذي يتم عادة لفه و تخميره ومن ثم...
<< 1 | 2 | 3

الفول الأخضر الطري يزود الجسم بمغذيات متكاملة

الفول الأخضر الطري يزود الجسم بمغذيات متكاملة

إن المجتمعات لا ترقى إلا بقيمها وأصولها، ولا تكتمل سعادتها إلا باحترام تقاليدها وهويتهاوالأمة التي تستنبط نمط عيشها من غيرها، تبتعد عن أصالتها وحقيقتها وتفقد القدرة على الوجود بنفسها، ولن تعود إلى أصلها لجهلها بمكوناتها لهذه الأسباب جميعها، توجب على الإنسان المغربي أن يهتم بثقافته وتاريخه على كل المستويات، ومن بينها، إن لم يكن من أهمها، ثقافته الغذائية؛ لذلك سنحاول، في هذا المقال الأسبوعي، التطرق إلى أهم التحولات الغذائية التي يعيشها الإنسان المغربي وما تحمله بين طياتها من أمراض فتاكة تشكل خطرا حقيقيا على صحته. 

لكي تبقى نصائحنا دقيقة ومفيدة وعلمية، نشير إلى أننا نتكلم عن الفول الأخضر الطبيعي المحلي الذي يخرج في فصل الربيع، وينضج في شهر أبريل. وبما أن المستهلك المغربي يتميز بمعرفته بالمنتوجات الطبيعية التي يصفها ب»البلدية»، فنحن لا نريده أن يفقد هذه الميزة؛ والمستهلك المغربي له، كذلك، طريقته في التعامل مع هذه المنتوجات، رغم الأباطيل التي تحاول مسح وطمس هذه الثقافة، وسكان البادية المغربية يعرفون وقت ظهور أو خروج الخضر والفواكه، كما يعرفون وقت نضجها واستهلاكها.

ونلاحظ أن اندثار هذه الثقافة جعل الناس يتيهون، ولا يعرفون ما يجب عليه جلبه من الأسواق. وكان هناك مثَلٌ شائع حول وقت ظهور الفول وأهميته، وهو -باللغة بالدارجة طبعا- «إذا دخل شهر أبريل فينما شَفْتي الفول ميل»، يعني: إذا حل شهر أبريل فعليك أن تقصد حقل الفول أينما رأيته. حديثنا، إذن، هو عن الفول المغربي البلدي، المحلي، الذي يكتال الناس بذوره من رحبة الحبوب، وليس الفول الذي يأتي من الخارج، لكي لا نضلل الناس.


كان الفول ينوب عن اللحوم في العصور القديمة، لكونه يحتوي على نسبة عالية من البروتين التي قد تصل إلى 25 في المائة. وهذه البروتينات النباتية تهضم بسرعة، لأنها غير مصحوبة بالدسم أو الشحوم، مثل بروتينات اللحوم. ويحتوي الفول، كذلك، على الأملاح المعدنية والألياف الغذائية والفايتوستروجينات. 

وتمتاز بروتينات الفول بكونها تحتوي على حمض التريبتوفين Tryptophane الذي يتحول في الجسم إلى السيروتونين Serotonin، وهو موصل عصبي ضروري للنوم والراحة، كما تمتاز بروتينات الفول بنسبتها العالية من الأحماض المكبرتة. ولا يحتوي الفول على مواد دهنية أو سكريات أحادية قد تضر بالمصابين بداء السكري؛ ويحتوي بالمقابل على ألياف غذائية ذائبة أو متخمرة، وهذه الألياف هي التي تغذي البكتيريا الصديقة أو البكتيريا النافعة في القولون، ولذلك لا يصاب الذين يستهلكون الفول بالإمساك الحاد.

أما التركيبة المعدنية فيطبعها معدن الموليبدينيوم الذي لا يوجد في المواد الغذائية الأخرى ويكاد يقتصر على القطاني. ودور هذا المعدن، والمتمثل في إزالة السموم من الجسم، معروف علميا لأنه يحفز أنريم السولفايت أوكسيديز Sulfite-oxidase، والأملاح المعدنية الأخرى مثل الكلسيوم والفوسفور والمنغنوز والنحاس. وأهمية النحاس لا تخفى على أصحاب الميدان الطبي، فالنحاس هو الذي يحفز أنزيمSOD أو Superoxide-dismutase، ويقوم كذلك بتحويل الحديد المعدني إلى حديد دموي. وأهمية هذه الأنزيمات أنها تحد من الأمراض المناعية، ومنها التصلب اللويحي.

ويحتوي الفول على الفايتمينات القوية، وعلى رأسها حمض الفوليك والفايتمين C والفايتمين A، ويكاد يكون الفول الطري الأخضر أول مصدر لحمض الفوليك، وقد كانت النساء يعمدن في فصل الربيع إلى سلق الفول الطري كاملا دون استخراج الحبوب من القرون واستهلاكه مباشرة، وهذه الوجبة بدأت تندثر، وهي مهمة جدا للأطفال الصغار وللنساء، ومهمة كذلك للمرضى، خصوصا المصابين بالسكري وبمرض ألزايمر. ويستحسن استهلاك الفول الطري كاملا، وذلك باختيار القرون قبل نضجها، أي لما تكون لاتزال طرية، فتطهى كاملة كقرون الفاصوليا وتستهلك. إذ هناك مركبات توجد في هذه القرون بنسبة عالية مثل الفايتوستيرولات.


ويمتاز الفول بتركيبته الغنية بالفايتوستروجينات، ومنها الأيزوفلافون Isoflavone، وكذا الفايتوستيرولات Phytosterols، وهي المركبات التي تجعل من الفول خضرة ممتازة في ما يخص الضبط الهرموني، وهذه المركبات الهرمونية تعتبر ثمينة جدا لأنها تساعد على ضبط كثير من الحوادث في الجسم، خصوصا بالنسبة إلى النساء. وتلعب هذه الفايتوستيرولات دورا أساسيا في خفض الكوليستيرول الخبيث في الجسم، وتحد من تضخم البروستاتا عند الرجال، كما تنشط الجهاز المناعي، وهي الخاصية التي تقي الجسم من جملة من الأعراض؛ فهناك كثير من النساء اللاتي يتناولن الصويا زعما بأنها غنية بالفايتوستروجينات، غير أن الفول يحتوي على نسبة تفوق النسبة التي تحتوي عليها الصويا، ويجب ألا تنساق النساء وراء النصائح التجارية أو المستوردة أو المنقولة من الأنترنيت.


ويساعد كل من النحاس وحمض الفوليك على ضبط السكر بالدم بالنسبة إلى المصابين بالسكري بنوعيه، وتتحد الألياف مع الفايتمين C والتي تكون بنسبة عالية لما يستهلك الفول طريا، لتخفض نسبة الكوليستيرول، وهي الخاصية التي تجعل الفول يستهلك كبديل عن اللحوم بالنسبة إلى المصابين بالسكري من النوعين؛ فالقاعدة العلمية التي تجعل الفول يخفض الكوليستيرول في الدم تنبني على نسبة الألياف الخشبية وحمض الفوليك والمغنيزيوم والبيتاكاروتين، من جهة، وعلى كونه ينوب عن اللحوم، من جهة أخرى، حيث يمكن التوقف كليا عن استهلاك اللحوم. وطبعا، تحت هذه الشروط تنخفض نسبة الكوليستيرول. 

وبالنسبة إلى الذين يعانون من السكري وفي نفس الوقت من ارتفاع الكوليستيرول في الدم، فليس ثمة أحسن من التوقف عن استهلاك اللحوم، وتناول الفول بدلا منها، لأن مركب الموليبدنيوم مع النحاس يساعدان على ضبط تركيز السكر في الدم مع انخفاض الكوليستيرول تحت تأثير الألياف الخشبية والفايتمين C.

ويحتوي الفول الطري على مركبات التايرامين Tyramine والفايسين والكونفايسين والآيزوراميل، وهي مركبات سامة تجعل الفول يمنع على الذين يتناولون أدوية ضد التوتر العصبي. كما أن هناك أشخاصا لا يتوفرون على أنزيمات لهضم الفول، ويعرف هذا الحادث بالفاولية Favism، وهي أنيميا انحلالية للدم Haemolytic anaemia، وقد كان هذا الحادث قديما في اليونان كما جاء وصفه في بعض الكتابات، ويكثر في دول الشرق الأوسط، ويوجد كذلك في دول إفريقيا الشمالية، ونحن لا ننصح باستهلاك الفول الطري ولا اليابس بالنسبة إلى الذين يشتكون من ألم الرأس الحاد ومن الأنيميا، وندعو الآباء إلى أن ينتبهوا إلى هذا الحادث لدى أطفالهم، خصوصا في البوادي، لأن الأطفال يقبلون على استهلاك الفول الطري طازجا، فإذا ما ظهرت أعراض غير عادية على الطفل، فتجب مراجعة الطبيب في أقرب وقت ممكن.

إلا أن ما يميز الفول هو أنه يحتوي على مكون الدوبا L-Dopa، وهو المكون الذي يستعمل للأشخاص المصابين بمرض باركنسن، وهناك أبحاث أجريت على دور الفول في الحد من آثار باركنسن باستهلاك 100 غرام من الفول يوميا، وقد تبين أن الأشخاص المصابين بهذا المرض، الذين نصحناهم بتناول الفول يوميا، تحسنت حالتهم تماما.

 

د. محمد فائد